قائمة اغنياء المغرب و بالترتيب

 عيد الأضحى بين القرار الملكي والتمرد الشعبي:
 إلى متى نغلب المصلحة الفردية على الوطنية

حدث في مايو 2025

السلام عليكم 

أيها المواطن المغربي،

في خطوة جريئة وإنسانية، قرر جلالة الملك محمد السادس، حفظه الله، إلغاء شعيرة عيد الأضحى لهذا العام، مراعاةً للظرفية الصعبة التي تمر بها البلاد، وعلى رأسها  سنوات متتالية من الجفاف، وضغط اقتصادي كبير على شريحة واسعة من المواطنين.
هذا القرار لم يكن اعتباطيًا ولا ضد الدين، بل اتُّخذ بعد إحصاء وطني شامل، هدفه الأساسي كان تحديد عدد رؤوس الأغنام في المغرب، والوقوف على الوضعية الحقيقية للثروة الحيوانية، في ظل سنوات من الجفاف المتتالي. لكن المؤسف أن الإحصاء لم يعكس الواقع بدقة، لأن عددًا من المربين قاموا بإخفاء أغنامهم، حتى لا يُستبعدوا لاحقًا من الدعم الاجتماعي المباشر الموجه للأسر الفقيرة (500 درهم شهريًا). وبهذا، اختلطت أوراق الدولة، وضاعت الحقيقة بين من هو فعلاً محتاج، ومن تحايل على المنظومة.

 المشكل الخطير: التحايل على الإحصاء ثم تحدي القرار

تفاجأ الجميع بعد صدور القرار الملكي بظهور أعداد كبيرة من الأغنام في الأسواق، وعودة التهافت على شراء الأضاحي، رغم أن العديد من هؤلاء الذين يبيعون أو يشترون قد أخفوا ما يملكون من ماشية أثناء الإحصاء لكي يُدرجوا ضمن قائمة الفقراء ويستفيدوا من الدعم.
هذا السلوك يُعتبر خيانة لثقة الدولة، وظلمًا مباشرًا للأسر الفقيرة الحقيقية، التي تعيش في العراء أو بدون مصدر دخل، والتي تم إقصاؤها بسبب هذا التلاعب.

 العواقب الخطيرة لهذا السلوك:

خيانة أخلاقية ووطنية

من يخفي ممتلكاته لينال دعم الفقراء، ثم يظهرها ليبيعها، يكون قد أضر بمن هم أفقر منه، وخان مبدأ التكافل الوطني.
تمرد صريح على القرار الملكي
قرار إلغاء العيد هو قرار سيادي مبني على المصلحة العليا للبلاد. التمرد عليه بالخروج إلى الأسواق وشراء الأضاحي يُعد عصيانًا للسلطة الشرعية.
إفشال لمنظومة الدعم الاجتماعي
هذه التحايلات تخلق تشوهات في بيانات الدولة، وتؤدي إلى صرف أموال دافعي الضرائب على غير مستحقيها.
تشجيع الفوضى واللاعدالة
المواطن الذي يضحك على الدولة اليوم، سيجد نفسه في دولة لا تثق فيه غدًا. وحين تنهار الثقة، ينهار معها الأمن الاجتماعي.

 رسالة إلى المواطن الواعي:

أيها المغربي الغيور، لا تكن ممن باع وطنه من أجل أضحية. التضحية الحقيقية اليوم ليست خروفًا، بل هي أن تُثبت صدق انتمائك، وتحترم قرار الملك، وتقف مع الفقراء لا ضدهم.
احذر أن تكون ممن:
أخذ دعم 500 درهم وادّعى الفقر وهو ميسور.
أخفى ماشيته ليظهر محتاجًا، ثم خرج يبيعها بالسوق.
خالف القرار الشرعي بحجة الدين، والدين بريء من التحايل والكذب.

 ختامًا:

نحن في لحظة وطنية تتطلب منا الوقوف صفًا واحدًا خلف القيادة، وإعطاء المثل في التضحية والامتثال. ليس من الدين ولا من الوطنية أن نكذب لنأخذ دعمًا، ثم نخالف القرار الملكي لنُظهر ترفًا.
عيد الأضحى شعيرة، لكن كرامة الفقير واستقرار الوطن أولى.
قال رسول الله ﷺ: "من غشنا فليس منا"

و السلام عليكم

تعديل المقال